Tuesday, January 14, 2014

المتذمر الشاكي



المتذمر الشاكي
أيهذا الشاكي وما بك داء ... كيف تغدو إذا غدوت عليلا
إن شر الجناة في الأرض نفس ... تتوقى قبل الرحيل الرحيلا
وترى الشوك في الورود وتعمي ... أن ترى فوقها الندى إكليلا
"الشاعر: إيليا أبو ماضي"
عندما تقرأ هذه الأبيات ستكتشف إنها تتحدث عن هؤلاء الذين يملؤون الحياة شكوى، ربما ينطبق ذلك عليك.
ربما لم تنتبه أنك كثير الشكوى، أوفي محيطك شخصيات من النوع الشاكي المتذمر، ربما وسط أسرتك، أو وسط أصدقائك، أو وسط زملائك في العمل.
إن شخصية الشاكي المتذمرتنتشر بشدة؛ فكلما تتحدث معه أو يتواجد معك في مكان واحد تراه يبدأ في التذمر من كل شيء حتى يضيف للكون أمامك لونًا أسودًاقاتمًا، فهو دائمًا يرى أن كل ما يحدث له، هو بعكس رغبته، فيصور لك أنه الإنسان الوحيد المظلوم في هذه الدنيا، وأن الدنيا قد جمعت كل ما فيها وتحفزت فقط لأذيته، لتسبب له الضرر.
هل قابلت هذ النوع من قبل؟قد تجده في الموظف الذي يشكو من سوء المعاملة، أو من لعبة القدر التي جعلت منه موظفًا وجعلت من الآخر مديرًا، وقد تجده في الشخص الذي يسكن معك في نفس البيت، ويشكو سوء الأحوال وتراكم الديون، ومعاملة الناس.وقد تجده في الابن الذي يحاول أن يثبت أن كل مشاكل المدرسة والبيت فوق رأسه...إلخ.
مثل هذا الشخص المتذمر والشاكي، قد يصيبك بالإحباط، سيرسم الدنيا من حولك بألوان قاتمة.
إن الشكوى والتذمر مرض خطير، قادر على تدمير حياتك وتركك بدون أي وسيلة للحياة. فلا أحد يحب أن يتواجد برفقةشخص متذمر لفترة طويلة، ولا أحد يحب أن يدعم شخصًا متذمرا دائمًا، ولا زوجة تحب أن تحيا بجوار زوج شاكٍ، ولا أحد يحب مشاركته، أو يكون في محيطه أو في دائرة حياته شخصًا متذمرًا شاكيًا.
الشكوى الزائدة والمستمرة         تفقدك جميع الفرص الجيدة والمتاحة لك. وإذا كنت لا تعتقد أن التذمر والشكوى شيء سيئ، إذن اقرأ في الكتب عن الشعب الدائم التذمر والشكوى... شعب بني إسرائيل.. والقصة تقول إنهم عاشوا كعبيد في مصر.صنع الله لأجلهم المعجزة وأخرجهم من شرك العبودية.
وبعد أن تحرروا بدأوا في البحث عن أرض الموعد. لكن المحزن في القصة أنهم لم يتبعوا أسباب النجاة والخلاص، لقد بدأوا الشكوى منذ اليوم الأول، لقد اشتكوا من الطعام الذي كان يأتيهم.. إنهم بعد لم ينسو أيام العبودية. وها هم قد بدأوا في الشكوى من الطعام، ثم بدأوا ينتحبون ويبكون صارخين للشكوى من عدم توافر الماء في الصحراء. ولما حصلوا على الماء اشتكو من المذاق!
ثم بدأوا في الشكوى من قائدهم.. وهو الذي قادهم للخروج من العبودية.. كانت شكواهم أن البرد قارص وأن الحرارة شديدة وأن الطرق وعرة جدًا.. لقد ظلت شكواهم 40 عامًا تقريبًا.. حتى أثاروا غضب الله عليهم.. فجعلهم يتيهون في الأرض.وفي النهاية لقوا حتفهم في الصحراء ولم يصلوا إلى أرض الميعاد.
ويمكننا أن نتعلم عبرتين من هذه القصة:
(1) دخولك في حوار الغرض منه الشكوى فقط يؤدي إلى ضياع فرصك في المستقبل، ولن تجد من يدعم شكواك أبدًا.
(2) إن الله لا يحب الأشخاص المتذمرين دائمًا، لذلك فسوف تخسر محبة الله لك.
وفي النهاية فإن التذمر والشكوى ليسوا من أخلاق الفائزين في الحياة. بدلاً من أن تضيع وقتك وطاقتك في الشكوى والتذمر.
لماذا لا تضع كل تركيزك على ما يمكنك فعله لإخراجك من أزمتك؟
لماذا ترغب في التركيز على ما لا يمكنك فعله؟
ركز على الفرص المتاحة أمامك وافعل شيئا لتستثمرها، إنك حيث تفعل ذلك فإنك ستملك الحماس وتحفز نفسك للخروج من أزمتك، إنك أيضًا ستكون مثالاً يقلده الآخرون.
مراجعة وتصحيح
منى مريد
المدرب وائل رأفت

0 comments:

Post a Comment

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | Grocery Coupons