Tuesday, January 14, 2014

هلا عملت لأجلك...؟

هلا عملت لأجلك...؟
استوقفتني ذات يوم فكرة برقت في خاطري، وأنا أقوم بعملي المعتاد بمقابلة العملاء وشرح مميزات المشروع السكني الذى أتولى تسويقه.
جاءت الفكرة من كثرة لقاءاتي مع الزملاء والأصدقاء والمعارف، وفضولي الدائم في معرفة أخبار المحيطين بي من باب الاطمئنان على الأحوال، فلقد اكتشفت أن معظم العاملين يعيشون حياة أشبه بالمفروضة عليهم، سواء في العمل أو الحياة العامة. حيث يذهب الناس إلى العمل، يعملون حتى تنتهي مواعيد العمل، فيعودون إلى البيوت، ثم ينامون ليستيقظوا في مواعيد العمل لليوم التالي... وهكذا. وبعد تحليل كامل لكلمات اليأس والاستسلام التي أسمعها من الكثيرين. اكتشفت أمرًا غريبًا.
أننا جميعًا نبذل ما في وسعنا، نجتهد، ونتعب، ونخطط، ونرتب، ونلتزم بجداول ومواعيد، نضع أنفسنا تحت الضغوط.. لتضيع من أعمارنا أيام وشهور بل وسنوات أيضًا لأجل أن نحقق النجاح لأشخاص يتمتعون بثمرة هذا الكفاح ويكافئوننا ببعض الأموال..
ولكن نظرتي للأمر ليست نظرة مَن يحقد أو يحسد وليست نظرة إلى ما لا أملك.. إن ما استوقفني بشدة سؤال طرحته فجأة على نفسي: هل كنت سأبذل كل هذا الجهد واتحمل كل هذه المعناة وأجتهد بهذا الشكل لأجل نفسى؟!
إننا يا سادة نعمل لحساب آخرين، ولا غضاضة في ذلك؛ فهذا أمر طبيعي وروتيني وهو المرحلة الطبيعية في حياة كل شخص لاكتساب المهارة والخبرة.. ولكن مرة أخرى سألت نفسي: متى يكون من حقي أن يعمل آخرين لأجلي؟؟
وبدأت بالبحث عن الإجابة من خلال الندوات والاجتماعات المختلفة الرسمية والودية والخاصة بالأصدقاء.
إن على المرء أن يعمل ليكسب قوت يومه. نعم أنا أؤمن بذلك، ودائمًا ما أسمع آخر يقول: أعمل لإثبات ذاتي؛ فما هي الذات التي تريد إثباتها؟
إننا نستيقظ صباحًا لأننا محددون بموعد للعمل.. نرتدي الثياب المناسبة، ونخرج مسرعين حريصين على الوصول في مواعيدنا، ثم ندخل إلى مكاتبنا مفعمين بالنشاط لنحاول جاهدين إنجاز كل ما كُلفنا به من صاحب العمل.. فنحن أدوات نجاحه يحركنا وينظمنا، يضع الخطط ويراقبنا ليستمر فى نجاحه، يتمتع بما نجنيه له من مال، يتفاخر بما أنجزه في حياته من خلالنا.. ولكن، ماذا عنا؟ لماذا يبدو معظمنا مثقلاً بالهموم؟
لماذا يأتي علينا وقت نتثاقل حتى لا نذهب إلى العمل؟
أهو الملل؟ الروتين؟ سوء علاقاتنا؟ أشخاص في محيطنا؟
لا يا سادة!! إنه نحن!!
أنا وأنت وكل منا هو السبب.
لقد اعتدنا أن نعمل ونجتهد لأجل الآخرين.
لقد خططنا لينجحوا.
لقد بذلنا المجهود لننجز عملهم.
لقد شغلنا أفكارنا وسخرنا إمكانياتنا لنتمم لهم نجاحهم؛ ليكسبوا المزيد من المال؛ ليحصلوا على المزيد من الوقت يقضونه في المرح والرحلات مع عائلاتهم دون الخوف من نفاذ مصادر الدخل أو حتى مِن توقف العمل.
إن هذا هو الفرق بين أن تعمل لنفسك أو تعمل لأجل غيرك.. فصاحب المنشأة أو الشركة كان في السابق يعمل لأجل الآخرين ولكنه لم ينس أن يخصص وقتًا يعمل فيه لنفسه، لاستقلاله لسعادته.. لم ينس هذا الشخص أن يضع خططًا لحياته بجانب خطط عمله عند الآخرين، لم ينس أن يقتص جزءًا من طاقاته يشارك بها في مشروعات أو صفقات تعود عليه بمبالغ مالية أكبر لمشاركة أكبر.
فكلما يبذل جهدًا لينجح في ما يقوم به لأجل الآخرين.. كان يبذل جهدًا مضاعفًا لينجح فيما يريد هو. وبينما يخصص وقتًا للعمل عند الآخرين، يخصص في المقابل الوقت للعمل عند نفسه؛ لذلك فهو دائمًا أكثر نشاطًا لا يمل ولا يكل لا يصيبه التعب أو اليأس. لقد عَلم نفسه كيف يدير عمل الغير بجانب عمله.. كيف يوفي احتياجات عمله، وكيف يلبي دعوات عمله الخاص. إننا جميعًا نستطيع أن نكون ذلك الشخص.. أن يكون عملنا متعة، بابًا ندخل منه إلى عالمنا.. طوق نجاة في دوامة الحياة حتى لا يمر بنا العمر دون استفادة، إنها دعوة لكل من أصابه التعب والألم من تكرار نفس العمل، من الدوار في دائرة مغلقة اسأل نفسك: هل يمكن أن أعمل لأجل نفسي؟
نعم، عندما تتعلم كيف تخلق هدفًا لنفسك، وتلتزم به.
نعم، عندما تخطط لحياتك، وتجتهد لتنجز ما خططته.
نعم، عندما تقرر أن تنتقل إلى الأفضل.
نعم، عندما تبذل جهدًا لأجل نفسك.
نعم، عندما تفكر في تطوير نفسك.
نعم، عندما تقرر اكتساب المهارات التي تنقصك.
نعم، عندما تخصص الوقت لنفسك.
نعم، عندما تسأل نفسك وتجيب على سؤالي..
هلا عملت لأجل نفسك؟
قرر أن تكون حياتك أفضل، وفكر كيف يكون ذلك.. حدد هدفك، وخطط لتحقيقه.
اكتسب المهارات التي تنقصك لتحقيق هذا الهدف.
كن مرنًا، كن مثابرًا، صمم على النجاح... ابدأ خطوتك الأولى..
انظر الآن.. فبعد اليوم لن تشعر بالملل، لن تكتئب، لن تشكو، فقد ولد لك حلم سيعطيك دافعًا لتحيا.
ومع كل خطوة تتقدم فيها ستشعر بأنك أسعد إنسان، وحينها ستعرف أن هذا هو الفرق... أنك قررت يومًا أن تعمل لأجل نفسك.
المحاضر
وائل رافت
01224809761

المتذمر الشاكي



المتذمر الشاكي
أيهذا الشاكي وما بك داء ... كيف تغدو إذا غدوت عليلا
إن شر الجناة في الأرض نفس ... تتوقى قبل الرحيل الرحيلا
وترى الشوك في الورود وتعمي ... أن ترى فوقها الندى إكليلا
"الشاعر: إيليا أبو ماضي"
عندما تقرأ هذه الأبيات ستكتشف إنها تتحدث عن هؤلاء الذين يملؤون الحياة شكوى، ربما ينطبق ذلك عليك.
ربما لم تنتبه أنك كثير الشكوى، أوفي محيطك شخصيات من النوع الشاكي المتذمر، ربما وسط أسرتك، أو وسط أصدقائك، أو وسط زملائك في العمل.
إن شخصية الشاكي المتذمرتنتشر بشدة؛ فكلما تتحدث معه أو يتواجد معك في مكان واحد تراه يبدأ في التذمر من كل شيء حتى يضيف للكون أمامك لونًا أسودًاقاتمًا، فهو دائمًا يرى أن كل ما يحدث له، هو بعكس رغبته، فيصور لك أنه الإنسان الوحيد المظلوم في هذه الدنيا، وأن الدنيا قد جمعت كل ما فيها وتحفزت فقط لأذيته، لتسبب له الضرر.
هل قابلت هذ النوع من قبل؟قد تجده في الموظف الذي يشكو من سوء المعاملة، أو من لعبة القدر التي جعلت منه موظفًا وجعلت من الآخر مديرًا، وقد تجده في الشخص الذي يسكن معك في نفس البيت، ويشكو سوء الأحوال وتراكم الديون، ومعاملة الناس.وقد تجده في الابن الذي يحاول أن يثبت أن كل مشاكل المدرسة والبيت فوق رأسه...إلخ.
مثل هذا الشخص المتذمر والشاكي، قد يصيبك بالإحباط، سيرسم الدنيا من حولك بألوان قاتمة.
إن الشكوى والتذمر مرض خطير، قادر على تدمير حياتك وتركك بدون أي وسيلة للحياة. فلا أحد يحب أن يتواجد برفقةشخص متذمر لفترة طويلة، ولا أحد يحب أن يدعم شخصًا متذمرا دائمًا، ولا زوجة تحب أن تحيا بجوار زوج شاكٍ، ولا أحد يحب مشاركته، أو يكون في محيطه أو في دائرة حياته شخصًا متذمرًا شاكيًا.
الشكوى الزائدة والمستمرة         تفقدك جميع الفرص الجيدة والمتاحة لك. وإذا كنت لا تعتقد أن التذمر والشكوى شيء سيئ، إذن اقرأ في الكتب عن الشعب الدائم التذمر والشكوى... شعب بني إسرائيل.. والقصة تقول إنهم عاشوا كعبيد في مصر.صنع الله لأجلهم المعجزة وأخرجهم من شرك العبودية.
وبعد أن تحرروا بدأوا في البحث عن أرض الموعد. لكن المحزن في القصة أنهم لم يتبعوا أسباب النجاة والخلاص، لقد بدأوا الشكوى منذ اليوم الأول، لقد اشتكوا من الطعام الذي كان يأتيهم.. إنهم بعد لم ينسو أيام العبودية. وها هم قد بدأوا في الشكوى من الطعام، ثم بدأوا ينتحبون ويبكون صارخين للشكوى من عدم توافر الماء في الصحراء. ولما حصلوا على الماء اشتكو من المذاق!
ثم بدأوا في الشكوى من قائدهم.. وهو الذي قادهم للخروج من العبودية.. كانت شكواهم أن البرد قارص وأن الحرارة شديدة وأن الطرق وعرة جدًا.. لقد ظلت شكواهم 40 عامًا تقريبًا.. حتى أثاروا غضب الله عليهم.. فجعلهم يتيهون في الأرض.وفي النهاية لقوا حتفهم في الصحراء ولم يصلوا إلى أرض الميعاد.
ويمكننا أن نتعلم عبرتين من هذه القصة:
(1) دخولك في حوار الغرض منه الشكوى فقط يؤدي إلى ضياع فرصك في المستقبل، ولن تجد من يدعم شكواك أبدًا.
(2) إن الله لا يحب الأشخاص المتذمرين دائمًا، لذلك فسوف تخسر محبة الله لك.
وفي النهاية فإن التذمر والشكوى ليسوا من أخلاق الفائزين في الحياة. بدلاً من أن تضيع وقتك وطاقتك في الشكوى والتذمر.
لماذا لا تضع كل تركيزك على ما يمكنك فعله لإخراجك من أزمتك؟
لماذا ترغب في التركيز على ما لا يمكنك فعله؟
ركز على الفرص المتاحة أمامك وافعل شيئا لتستثمرها، إنك حيث تفعل ذلك فإنك ستملك الحماس وتحفز نفسك للخروج من أزمتك، إنك أيضًا ستكون مثالاً يقلده الآخرون.
مراجعة وتصحيح
منى مريد
المدرب وائل رأفت

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | Grocery Coupons