بينما يقضي كثيرٌ من الناس معظم أوقاتهم في محاولة الحصول على حياة كريمة وسعيدة، نجد أن هناك قليل من الناس يبدو عليهم كأنهم حصلوا علي كل ما يريدون. فبدلاً من أن نراهم يجاهدون ويكافحون للحصول على أقل متطلبات الحياة، نراهم في شدة الانشغال ببناء مستقبلهم، وجمع ثرواتهم والاستمتاع بحياتهم، ويبدو أن جميع الظروف تعمل لصالحهم. كما نجد آخرين يرون ذلك ويتعجبون من تفاوت الحياةبين الفئتين، ينظرون للحياة على أنها مليئة بالتعقيد، وغير عادلة.
ما هو الفرق بين الفئتين؟ الفئة الصغيرة التي تمتلك كل شيء.. والفئةالكبيرة التي لا تكاد تحصل على شيء؟!
برغم الكثير من العوامل والمؤثرات التي تحيط بنا من أسلوب تربيتنا،ومدارسنا، والمجتمع الذي نعيش فيه...إلخ. لا نجد من هذه العوامل ما هوقادر على التأثير فينا ودفعنا للأمام واكسابنا القوة والقدرة على الحياة، سوى تلك القوة التي تنتج من أحلامنا.
فالأحلام هي إنعكاس لنوع وشكل ومستوى الحياة التي نرغب أن نحياها.. الأحلام لها القدرة على جذبك إليها.. الأحلام تهبك القوة المطلقة لتتخطى كل ما يحول بينك وبين تحقيقها. عندما تركز على أحلامكوتجعلها تسيطر عليك فإنها ستهبك القدرة غير المحدودة على الابتكار والإبداع، وستمتلك القوة للتغلب على كل عقباتك.
أنصحك بأن تتعرف على أحلامك جيدًا.. أن ترسمها بخطوط واضحة مشرقة. ولكي يصبح لديك طريق واضح المعالم لمستقبل مشرق، يجب أنتخطط جيدًا لتحقيقه، وسيمدك حلمك بطاقة توجهك وتقودك.
ولكي تتعرف أكثر على ما أعنيه، تأمل معي متسلقي الجبال كيف يحملون المؤن من الطعام والشراب، ويسيرون بين القرى والاودية والجبال، ثم يتجهون إلى رحلة الصعود بإرتفاع يصل إلى 14.000قدم، والسؤال الذي يدور في رأسي فجأة هو.. كيف فعلوا ذلك؟!
هؤلاء الأشخاص امتلكوا يومًا حلمًا كبيرًا، امتلكوا طموحًا، جعلهم لا يلتفتوا إلى ما سيواجهونه من مصاعب. رسموا في عقولهم صورة لهم فوق تلك القمة، واجهوا الموت في كل خطوة نحو الوصول لأعلى، ولكنهم عزموا على النجاح والبدء من جديد في كل مرة يسقطون فيها. لقد امتلكوا الإيمان بأنفسهم.. بصدق أحلامهم.. بقدراتهم، لقد كانت أحلامهم أكبر من كل العقبات في طريقهم.. كانت رغبتهم في النجاح أكبر من خوفهم من الفشل.
هكذا سيطر الحلم عليهم، فأصبح له كل القوة لجذبهم نحو تحقيقه،لمساعدتهم على تخطى ما تراه أنت مستحيل. لقد صدقوا حلمهم وآمنواإنهم على تحقيقه قادرون، فأخذوا يعدون ويجهزون لذلك اليوم. سقطوا عشرات المرات أثناء تدريباتهم حتى يتجنبوا السقوط المميت. أجبرواأنفسهم على الاستمرار. تجاهلوا الألم والجروح. صموا آذانهم عن كلمة مستحيل. كرسوا كل فكرهم لتحقيق الهدف.
وللإجابة على السؤال الذى حدد مصيرهم.. فهو أهم سؤال ساعد في تغيير شكل حياتهم، وهو نفس السؤال الذى يجب أن تجد إجابته لتصبحأنت سيد حياتك.. سيد قرارك، لتغزوا ما ظننت أنه مستحيل، لتقضِ على ضعفك وجهلك، لتتغلب على عقباتك... هل عرفته؟!
إنه مفتاح كل نجاح.. إنه بداية كل إنجاز.. إنه السحر الكامن والطاقة الأبدية التى لا تنفذ أبدًا..
"كيف أفعل ذلك؟!!"
هذا هو السؤال. تأمل بساطته. تأمل كلماته القليلة. لكن ليس له إلا إجابة واحدة.. الرغبة في النجاح المطلق في كل مرة تقرر أن تقوم بمخاطرة لأجل تحسين حياتك.. بل لتغييرها فى كل موقف ترى أنه لا مخرج منه.فى كل مرة ترى الدنيا بكل ما فيها من عوائق قد حالت بينك وبين حلمك.
استخدم هذا السلاح.. أشهره فى وجه المصاعب.. امتلك السيطرة على الأمور والأحداث.. قابل المواقف بابتسامة قوية لتخضع لك الظروف..اجتهد لتجد الإجابة على هذا السؤال وستملك مفاتيح الحل.. ستملكأسرار النجاح.. ستملك القوة المطلقة.. ستملك السلطة ولن يقف بينك وبين حلمك شيء أبدًا، بل سترى الدنيا تأتيك ذليلة منكسرة ما أن ترى ابتسامتك وعزيمتك حتى تعطيك أكثر مما طلبت، بل ستتودد إليك الدنيا لتحنوا عليها... أليست هذه رغبتك؟ أليس هذا ما تحلم به؟
ألم تتحدث مع نفسك يومًا وتتمنى أن لا يعيقك شيء أبدًا. لقد فعل هذا متسلقو الجبال لقد أجابوا على السؤال "كيف نفعل ذلك؟" ووجدواإجابتهم في الأسفل في المنحدر، وسط الصخور وحين توصلوا إلى الإجابة القاطعة، أخذتهم الدنيا لترفعهم فوق القمم. لينظر إليهم الناس كأبطال سحقوا كل ألوان الهزيمة، وليروا عالمًا مختلفًا "فلقد أصبح هوائهم أنقى، وأفكارهم أذكى وقدراتهم رهيبة، بل إن الأرض أصبحت تخور تحت ضرباتهم، وتحولت الصخور التى رآها الكثيرين أهم عقبة..أصبحت لهم درجات يصعدون بها إلى القمة، وحملتهم الدنيا إلى الأعلى. إلى عنان السماء إلى أعلى قمة.
أنت أيضًا تستطيع ذلك. أنت أيضًا قادر.. فقط، قرر بشجاعة مواجهة السؤال نفسه.. درب نفسك على أن تسأله بأشكال مختلفة. اسأل نفسك "كيف أفعل ذلك؟" أو "كيف أصل إلى هناك؟" أو "كيف أحقق هذا؟" لا يهم الصيغة ولكن الإجابة واحدة. اكتبها في خطوات ورتبها من الأكثر صعوبة حتى الأسهل، ثم قم باتخاذ أولى الخطوات في تحقيق حلمك في طريق قمة مجدك.. تمسك بإيمانك بالله.. تمسك بإيمانك بقدراتك..صدق حلمك.. ثم انطلق. قد تكون أولى خطواتك قراءة كتاب ما، أو حضورك دورة تدريبية، أو تعلم لغة، أو ...إلخ. استرجع ذكرياتك حين كنت طفلاً صغيرًا يتعلم السير على قدميه، لقد بدأت تحبو على بطنك، ثم على قدميك، ثم تتمسك بأيدي والدتك، ثم تستند على الحائط وأنت تسير ببطء، والآن... أنت تقف على قدمين قويتين، تستطيع أن تركض بهما..هكذا نحقق المستحيل..
بقلم المدرب والمسوق/ وائل رأفت
مراجعة وتصحيح/ م. مرقص
0 comments:
Post a Comment