من بين كل الأحداث التي تؤثر بشكل مباشر على المستقبل هناك حدث أهم هو تنمية وتطوير النفس. يمكننا التحدث عن زيادة حجم المبيعات أو زيادة الأرباح الشهرية أو زيادة الأرصدة في البنوك، ولكن أيًا من ذلك لن يتحقق بدون أن تهتم بتنمية وتطوير نفسك. إنها بحق المدخل لكل ذلك. هناك جملة قرأتها ذات يوم في إحدى المقالات، وكان لها أكبر الأثر في حياتي، أحملها دائمًا في ذاكرتي، وسوف أشاركها معك هنا الآن.. "إن المدخل الرئيسي لمستقبل أفضل هو أنت".. يا لها من جملة تستحق الدراسة والاهتمام، تستحق التقدير. دعني أكررها لك مرة أخرى "إن المدخل الرئيسي لمستقبل أفضل هو أنت".. كررها مرة أخرى حتى تحفظها، ضعها دائمًا في مكان يمكنك رؤيتها فيه كل يوم، ضعها في حمامك.. في مطبخك.. في سيارتك.. في مكتبك، تذكرها دائمًا في كل يوم من أيام حياتك "إن المدخل الرئيسي لمستقبل أفضل هو أنت". هناك أحداث كثيرة في حياتنا تساعدنا في رحلة بناء المستقبل الأفضل، كعملك ضمن أفضل شركة في مدينتك تمتلك أفضل المنتجات وتقدم أفضل الخدمات لعملائها. أن تعمل ضمن أقوى فريق مبيعات سيساعدك.. أن تتلقى تدريبًا جيدًا سيساعدك.. أن يكون لديك مديرًا رائعًا سيساعدك...إلخ. إنها كلها أحداث ستساعدك في تحقيق مستقبل أفضل، ومن جهة أخرى، فإذا لم تواجه أزمات فهذا يساعدك.. وإذا لم تتعطل سيارتك فهذا يساعدك.. إذا لم يمرض أولادك فهذا يساعدك.. أن يكون حولك جيرة رائعة فهذا يساعدك.. وإذا لم يكن البرد قارصًا سيساعدك.. وإذا لم يكن الصيف شديد الحرارة سيساعدك.. وإذا لم ترتفع أسعار السلع، وإذا لم تُفرض ضرائب مرتفعة، وإذا استقر الاقتصاد...إلخ. كل ذلك سيعمل على تحقيق مستقبلك الأفضل. يمكنك أن تكتب قائمة طويلة بكل تلك الأحداث التي تؤثر في تحقيقك لمستقبل أفضل، ولكن يجب عليك أن تتذكر أن كل ما يكتب في هذه القائمة هي أحداث تلعب دورًا ثانويًا في تكوين وبناء المستقبل، وأنها مجرد أحداث تساعدك وليست هى الأحداث الرئيسية. إن المدخل الرئيسي لمستقبل أفضل هو أنت.. دعها تتغلل في داخلك. اغلق فكرك عليها، لا تدعها تتلاشى أبدًا من ذاكرتك. إنها أهم ما يجب عليك حفظه على الإطلاق. لقد سألت صديق لي ذات يوم: "كيف يمكنني تحسين معيشتي لتصبح أفضل؟" فأجابني ببساطة: "كن شخصًا أفضل مما أنت عليه الآن. اعمل على تطوير نفسك بجهد أكبر من أن تعمل على تطوير عملك". إن الكثير من الناس يحلمون ويرغبون أن يكونوا أشخاصًا ناجحين، ولكنهم لا يتخذون خطوات حقيقية ولا يعملون على تحقيق ذلك. إنهم يتركون الفرصة تمر دون استثمارها.. دون أن يلتفتوا إليها. لقد قال صديقي: "طور من ابتسامتك.. طور حماسك.. طور تفانيك في إنجاز عملك.. تعلم كيف تهتم بالناس، لتحصل على أفضل مما تحصل عليه، يجب أن تكون أفضل مما أنت عليه". ولفترة طويلة من حياتي لم يكن لديَّ هذه المعلومة. لم يكن لديَّ هذه النظرة. سيصيبك التعجب عندما تشاهد شخصين مختلفين يعملون فى شركة واحدة يحقق أحدهما دخلاً شهريا 100$، بينما يحقق الآخر دخلاً شهريًا 1000$.. فما هو الفرق بينهما؟ إنهم يقومون بالعمل على نفس المنتج، تلقوا نفس التدريب، لديهم نفس المعلومات، يملكون نفس الأدوات، لديهم نفس الخطط، يحضرون نفس الاجتماعات... فما هو الفرق الذى جعل أحدهما يحقق دخلا شهريا 100$، بينما يحقق الآخر 1000$. إن الاختلاف في التطوير الذاتي حيث يجب ان يكون من الداخل وليس من الخارج. إن الفرق يكمن بداخلك وليس خارجك. لقد قال أحدهم يومًا: "لا يوجد سحر بالمنتج، لا يوجد سحر في الصناعة، السحر ليس في الشكل، ولا يوجد ما يسمى باللقاء السحري. إن السحر الذي يجعل الأشياء أفضل بداخلك أنت، وتنمية نفسك وتطوير مهاراتك يجعل هذا السحر يعمل من أجلك. إن السحر يكمن في مبادرتك.. في شجاعتك.. في الاجتهاد والمثابرة.. في طريقة استيعابك للأحداث والتعمق فيها.. في كيفية قيامك بعملك.. في التفكير.. في سلامك مع الأشخاص ومصافحتك لهم.. في حماسك وعزمك.. في تعاطفك واعتناءك بالآخرين ومشاركتهم الفرح والحزن.. في امتلاكك المشاعر القوية. هل عرفت الآن أين يوجد السحر؟ إنها كلها أشياء بداخلك أنت، تنبع من الداخل، لا تأتي من الخارج؛ ولذلك فإن الفرق الحقيقي هو أنت. إنه أنت الفارق، أنت الاختلاف، أنت السحر، أنت المدخل الرئيسي لمسقبل أفضل. قم الآن واحصي عدد أنواع السحر التي بداخلك. تدرب كيف تستيقظ مبتسمًا، كيف تنظر في مرآتك إلى نفسك كشخص رائع، علم نفسك كيف تواجه الأزمات والصدمات بابتسامة ساحرة، كيف تصافح الآخرين وتنقل لهم مشاعر الدفء ونظرات الثقة والاحترام، كيف ترتب مواعيدك وتحتفظ بنشاطك وحيويتك. إن تغيرًا بسيطًا في تفكيرك قد يساعد في التغيير؛ فكثيرين يستيقظون من نومهم مشحنون بمشاعر سلبية، فما أن تصطدم أرجلهم بشيء حتى يبدأ بركان المشاعر السلبية في التدفق رغما عنهم، فيبدأ تسلسل الصدمات من الاصطدام بالأريكة إلى إنقطاع الماء ثم تأخر الوقت للذهاب إلى العمل وبعض المشاكل مع الرؤساء والأصدقاء في العمل، دون أن ينتبه الواحد منهم إنه كان قادرًا على وقف سيل المشاعر هذا، وتغيير حظ اليوم بمجرد أن يتوقف عند الاصطدام، ثم يتنفس بعمق ويُخرج مع زفيره كل المشاعر السلبية، ويرسم ابتسامة ساحرة على وجهه، ثم يؤكد لنفسه إنه سيقضي يومًا رائعًا فتبدأ الأمور بالتحسن. فالأمر في كثر من الأحوال لا يتعلق بما يحدث لك بل يتعلق برد فعلك وتفكيرك تجاه ما يحدث. هل ستستسلم لمشاعرك السلبية؟ هل ستلعن وتسخط؟ أم أنك سترسم ابتسامتك.. ستتنفس بعمق وتشعر بنسيم الصباح المنعش. إن الأمر عائد لك فكل ما ستفكر فيه سيحدث، وكل فعل سيكون له رد فعل، فاحرص على أن تنتبه فدائمًا التغييرات الكبيرة تبدأ بخطوات بسيطة لتملك أدوات السحر، ولتملك أدوات بناء المستقبل؛ فالمستقبل الأفضل أنت صانعه.. أنت البناء.. أنت المعجزة.. أنت مفتاح المستقبل الأفضل... إنه أنت..
مراجعه وتنسيق
م.مرقص
مدرب
وائل رافت
0 comments:
Post a Comment