Tuesday, June 4, 2013

لصوص السعادة .....انتبه



إذا كنت من الذين اعتادوا أن يختلوا إلى أنفسهم، ويقومون بتقييم أدائهم في الحياة، وقياس مراحل التقدم أو التأخر في تحقيق أهدافهم، والوصول بحياتهم إلى الصورة التي يرسمونها ويرغبون في تحقيقها. فأعتقد أنك لابد أن تتعرف على أهم ما يؤثر بحياتك إيجابيًا أو سلبيًا، بل إنه يشكل الحياة التي تعيشها، والانتباه إلى تأثير هذا الجانب يؤدي بالضرورة إلى تغييرات جذرية في اتجاه أهدافك أو الابتعاد عنها، بل هو أهم جانب يجعل منك شخصا له أهداف يسعى إلى تحقيقها أو يعيش بلا هدف أو قيمة. إنهم الناس.. إنهم المجتمع.. إنهم هؤلاء الأشخاص الذين يحيطون بك، وتسمح لهم بالدخول في حياتك وإليك أهم نصيحة أقدمها لك:
"لا تستخف أبدًا بمدى تأثير المحيطين بك على حياتك، فهم قادرون على تحديد نوعية الحياة التي تحياها."
هل هي حياة سعيدة؟! جيدة؟! مليئة بالإنجاز؟! أم هي حياة تحياها غير مبالٍ بها تقضي الأيام.. بلا هدف.. بلا قيمة للوقت أو للحياة كلها.
فدائمًا لا ندرك مدى تأثير علاقاتنا على نوعية حياتنا، وذلك لأن هذا التأثير لا يتم دفعة واحدة بل يتدرج ببطئ. يتسلل إلى حياتنا بنعومة وخفة مستمرة مع الأيام، ويشتد كلما مرت الأيام بنا وازداد ترابطنا حتى نستيقظ يومًا لنتسائل: "كيف أصبحت هنا؟ بهذا الشكل؟ في هذه الظروف؟"
فلو أنك كنت تحيط نفسك بأشخاص لهم أهدافًا واضحة وغايات يسعون لتحقيقها.. يهتمون دائمًا بتطوير وتحسين حياتهم.. يبحثون عن الفرص.. يواجهون مشاكلهم ويتغلبون على عقباتهم؛ فإن هذا بالضبط سيكون ما تفعله أنت أيضًا. وعلى العكس لو أن المحيطين بك من هواة قضاء الوقت في مشاهدة البرامج ومباريات كرة القدم؛ فسوف يكون حالك مثلهم، ولو أنهم لا يحبون القراءة مثلاً فإنك لن تُقدِم على شراء كتاب.
إن أصدقاءنا والمحيطين بنا لهم قوة تزداد مع الوقت، قوة لتوجيه اهتماماتنا وإدارة حياتنا من خلال امتزاج حياتنا معهم. فهم سيشكلون أفكارنا وعاداتنا واهتماماتنا دون أن ندرك أننا لم نحقق ما أردنا يومًا أن نصل إليه، ولذلك فقد وجب عليك من وقت لآخر أن تعطي فرصة لنفسك لتراجع قائمة أهدافك، وتراجع علاقاتك وتُقيمها لتتخذ قرارك بالاستمرار أو تغير ما يلزم.
وأنا هنا أحاول أن أساعدك في تقييم ما قضيته من أيام، وأضع لك صورة واضحة عن شكل علاقاتك وتأثيرها، وإذا ما كانت تحتاج إلى تغيير أو تعديل. ولكنك في النهاية سوف تختار حياتك وعلاقاتك بنفسك، وسوف تتخلص من عذر أنك لم تكن تُدرك مدى تأثير المحيطين بك، وسيكون قرارك من داخلك.
وللبدء في ذلك اتخذ مكانًا يمكنك فيه الاختلاء بنفسك بعيدًا عن الازعاج، ثم دون في دفتر ملاحظاتك الإجابة عن الأسئلة الآتية: 
(1) من هم الأشخاص المحيطين بك والقريبين منك جدًا؟؟
(2) ما الذي يضيفونه لحياتك وما الذي يمثله وجودهم؟
إن هذا هو أهم سؤال.. فمن خلال الإجابة عليه سيتضح لك مدى تأثير هؤلاء عليك، ما مدى ارتباطهم بك، كيف تستمع إليهم، ما الذي تقرأه وأنت معهم، كيف تتكلم معهم.
إنها دراسة جادة وتحليل رائع لمدى ارتباطك بهم وكيفية تأثيرهم عليك.
والآن ما نوع التأثير الذي يتركه هؤلاء عليك؟ هل هو في مصلحتك أم لا؟
(3) هل هذه العلاقات جيدة؟
ربما تقول وتقنع نفسك أن علاقاتك جيدة وأن أصدقاءك رائعون، ولكن عليك أن تقتنع أنه ربما يكون في صندوق التفاح تفاحة فاسدة وهي كفيلة بإفساد الصندوق كله.
أو ربما تقول "إنها حياتي وأنا أعيش هكذا"...
أو تقول "إنهم لا يسببون أي مشكلة"...
ولكن يجب أن تعلم أن كل شيء له تأثير، ربما يكون تأثير أحدهم أقل ولكنه بالطبع يؤثر ويجب أن تفحص هذا التأثير...
إن أسلوب التجاهل ليس صحيحًا، ويجب عليك تغييره.
أذكر لك هنا قصة صغيرة علها توضح المعنى والغاية..
يُحكى أن بومة توقفت يومًا أمام عصفورة صغيرة فوجدتها تغطي وجهها بجناحيها وهي تبكي. فسألتها البومة: "هل تبكي أيتها العصفورة؟" فلم تسمع إجابة. فمدت يدها لترفع أجنحة العصفورة وترى وجهها، ولكنها فزعت حين رأت أن أحد الطيور الكبيرة قد أصاب العصفورة بمنقاره في عينيها فقالت البومة: "الآن عرفت لماذا تبكين.. لأن أحدهم نقر عينيك." فأجابت العصفورة: "نعم أبكي.. ولكن ليس لأن أحدهم نقر عيني، بل أبكي لأنني تركته يفعل ذلك"...
إن العصفورة لن يفيدها الندم أبدًا. فمن السهل أن نُحيط أنفسنا بعلاقات كثيرة وأن نسمح للآخرين بالتأثير في حياتنا بالإيجاب أو بالسلب.. من السهل أن نتأثر بأفكار الآخرين وأن يعجبنا سلوكًا فنحتذي به.. من السهل أن نسمح للضغوط بأن توجهنا وأن تتغلب على أفكارنا...
وهنا يجب أن ننتبه أن نعيد التقييم. بأن نسأل أنفسنا:
·        هل يمكن أن نتحكم في حياتنا ونوجهها لتصبح الحياة التي نتمناها؟
·        هل يمكن أن نعيش كما نخطط نحن وكما نريد دون أن نتأثر بسلبيات الآخرين؟
إنه قرارك ولن تستطيع بعد الآن أن تقول لنفسك "لم أكن أدري... أبدًا ..."
وصدق الرسول الكريم حين قال: "المرء على دين خليله.. فلينظر أحدكم من يخالل"

مستوحاه من دروس ومحاضرات السيد "رون"

كتابة وورد وتنسيق
منى مرقص

مستوحاه من دروس ومحاضرات 
السيد / رون

المدرب 
وائل رافت على

0 comments:

Post a Comment

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | Grocery Coupons